البعد الاجتماعي في الكتابة القصصية ( المجموعة القصصية " رجل وإمرأة" نموذجا) الفهم

الفهم

ينطلق نجيب العوفي في مقاربة للمجموعة القصصية " رجل وإمرأة"، للكاتبة المغربية رفيقة الطبيعة (الاسم الحقيقي زينب فهمي)، من تحديد موضوعها، فمن خلال هذه المجموعة القصصية ركزت رفيقة الطبيعة على العلاقة الجدلية بين الجنسين (الرجل والمرأة)، وهي علاقة تبدو فيها المرأة دائمة البحث عن عن الفارس الذي يمكنه تخليصها من همومها ، فارس يفهمها ويحترم كينونتها، بعد ذلك تنتقل رفيقة الطبيعة من عنصر الذات نحو عنصر الموضوع، وذلك في محاولة منها لتصوير الواقع المتأزم للطبقة الفقيرة. وفي هذا السياق يبين نجيب العوفي مدى تمكن رفيقة الطبيعة من التحكم في الأداة والمضمونوهي تتحدث عن موضوع الذات، غير أن طبيعة الموضوع الاجتماعي في هذه المجموعة القصصية، حسب نجيب العوفي، لا يرقى إلى مستوى التعبير الحقيقي عن الحدث الاجتماعي، فالحدث في القصة لابد أن يتسم بالوحدة والتكامل والانسجام، وهو الأمر الذي غاب عن رفيقة الطبيعة. ولبيان كيف يجب أن يكون الحدث الاجتماعي في القصة مثل لنا العوفي بقصة " عقد الليل" كنموذج للحدث الاجتماعي الذي ينقل قضايا المجتمع كما هي فعلا.

إن نجيب العوفي يرى أن الحدث الاجتماعي عند رفيقة الطبيعة بعيد عن الواقعية؛ فهو يصور ما تراه الكاتبة بالعين المجردة فقط، لا ما تحسه الطبقة الفقيرة فعلا، وبالتالي فقد جاء الحدث في عقدة الليل مشثتا وضبابيا، مما جعل نجيب العوفي يعتقد أن الحدث في قصة رجل وإمرأة موجه بشخصيات باهتة لم تعاني أبدا داخل الطبقة الفقيرة.

إن هذه المقالة النقدية تعالج قضية نقدية تتمثل في تحليل الناقد نجيب العوفي للمجموعة القصصية رجل وإمرأة وفق خطوات ومعايير المنهج الاجتماعي، وتبعا لذلك يمكننا أن نحدد عناصر هذه القضية كما يلي:

تحديد موضوع المجموعة القصصية " رجل وإمرأة"

تحديد بعض الجوانب الإجابيةفي المضمون الاجتماعي في المجموعة القصصية رجل وإمرأة

إبراز الجوانب السلبية للمضمون الاجتماعي عند رفيقة الطبيعة في مجموعتها القصصية

استحضار قصة " عقدة الليل" كنموذج للمضمون الاجتماعي الذي يعري واقع الطبقة الفقيرة، ويعبر عنها بكل ما تقاسيه من ألم ومعاناة

وصف المنظار الذي وظفته رفيقة الطبيعة لوصف واقع الطبقة الفقيرة

توجيه نجيب العوفي نقدا لاذعا لرفيقة الطبيعة على طريقة توظيفها للعناصر الفنية في القصة ( الحدث، الشخصيات..) مبديا عدمقدرتها على توظيفها بشكل صحيح

ونلاحظ إن هذه العناصر تجمع بينها علاقة ترابط وتكامل، حيث تبين سعي الناقد نجيب العوفي لتناول قضية النص من مختلف جوانبها، وحتى يبين للمتلقي أهمية التحليل الاجتماعي للنص الأدبي عامة، وفن القصة بوجه خاص.