ظاهرة اللوحة التشكيلية في المغرب ( درس موجه للثانية بكالوريا علوم الحياة والأرض)
الدرس الصفحة 124
تمهيد
يعتبر التشكيل فنا من الفنون البصرية، ويقصد به اعتماد الفنان على مواد طبيعية معينة للتعبير عن فكرة أو موقف معين، أو تصوير شعور أو احساس خالج الفنان المبدع. ويضم التشكيل ثلاثة أنواع تتفرع منه هي: الرسم، النحث ثم الحفر.
ويعد الرسم أهم فن تشكيلي، ولعله الفن الوحيد الذي يعتمد الألوان وسيلة أساسية للتعبير، حيث يعمل الرسام إلى تجسيد الأشياء على قماش اللوحة. أما النحت فيقوم على صياغة الفكرة في قالب مادي يتخذ حجما وبعدا معينين، ويستعمل خاصية الأبعاد الثلاثة. فحين إن الحفر يعتمد في الغالب على صب مادة سائلة في قالب لتتخذ هذه المادة الشكل الهندسي للقالب الذي صبت فيه.
ومهما يكن نوع الفن التشكيلي الذي يعبر من خلاله الفنان، فإن أهميته تكمن في خلق لون تعبيري يساعد على تنويع أشكال التواصل بين المتكلموالمخاطب في سياقات متنوعة.
ولعل أهم فن تشكيلي ازدهر في المغرب منذ مطلع القرن العشرين هو الرسم، لذلك سنقف عند نص لفنان وناقد تشكيلي مغربي هو محمد شبعة من خلال نصه " ظاهرة اللوحة التشكيلية في المغرب". إذا كيف ظهرت اللوحة التشكيلية في المغرب؟ وما هي العوامل التي أدت إلى بروزها؟
الملاحظة
تحليل العنوان: العنوان جملة اسمية، تتركب من خبر لمبتدأ محذوف،ثم مضاف إليه ونعت ثم جار ومجرور متعلق بالخبر. أما دلاليا، فظاهرة من الظهور والبروزوالتجلي، واللوحة التشكيلية وسيلة فنية للتعبير عن القضايا والمواقف والأفكار، مما يعني أن العنوان يشير إلى توافر ظروف وعوامل ساعدت على بروز الفن التشكيلي في المغرب خاصة اللوحة التشكيلية أي الرسم.
الفرضيم: انطلاقا من دلالة العنوان وبداية النص ونهايته، نفترض أن يتحدث الكاتب عن عوامل ظهور اللوحة التشكيلية في المغرب وأهم الصعوبات التي تواجهها.
الفهم
الفكرة العامة: يتحدث صاحب النص عن أهم عامل ساهم في ظهور اللوحة التشكيلية في المغرب، وهو عامل الاستعمار، ويتضح ذلك من خلال الدور الذي قام به كل من الفنان الاسباني برطوطشي في شمال المغرب، والفنان الفرنسي ماجوريل في الجنوب بالضبط مدينة مراكش، فقد أسسا مدارس لتعليم أبناء المغرب فن الرسم، ومن هنا انطلق المبدعون المغاربة في هذا المجال وأتموا دراستهم في الفن التشكيلي في فرنسا واسبانيا، ولقد لاحظ الكاتب أن اللوحات التي رسمت انطلاقا من التأثر بالرسم الأوربي لا تصور الواقع المغربي كما هو بل تقدمه كصورة فتوغرافيا لا تعكس القضايا الحقيقية التي يعيشها المغرب مما أعطى لوحاتهم صبغة سياحية فقط. وقد دعا الكاتب إلى ضرورة استثمار الفنون المغربية الأصيلة القريبة من فن التشكيل كالزخرفة والفسيفساء والزرابي التقليدية من أجل ارساء فني تشكيلي يعبر عن الثقافة المغربية وعن العقلية المغربية الأصيلة. وفي الختام خلص الناقد إلى ضرورة عدم الخلط بين لغة اللوحة واللغة في النصوص الأدبية، فكل لغة لها خصائص ومميزات وبالتالي طريقة تأويل كل لغة تختلف.
التحليل
مصطلحات النص ومفاهيمه: وظف الكاتب في نصه مجموعة من المصطلحات المرتبطة بفن التشكيل منها: اللوحة التشكيلية، الرسامين، الفنون الجميلة، الحفر على الخشب، اللوحة التمثيلية...
أسلوب عرض أفكار النص: وظف صاحب النص أسلوبا استنباطيا ، فقد انطلق من بيان السياق العام لظهور اللوحة التشكيلية في المغرب، ثم عرج للحديث عن عوامل ظهورها وأنهى حديثه بذكر التحديات التي تواجه اللوحة التشكيلية في المغرب.
لغة النص: استعمل الكاتب لغة تقريرية مباشرة، سهلة وبسيطة، يغلب عليها الأسلوب الخبري.
الأساليب الحجاجية: وظف الكاتب للاستدلال على صحة أفكاره في النص جملة من الأساليب الحجاجية، ومن بينها: أسلوب المثال " أمثال علي الرباطي"، أسلوب الشرح والتفسير، شرح وتفسير عوامل ظهور اللوحة التشكيلية في المغرب، أسلوب التحقيق " وقد عاد"، أسلوب الاضراب " بل إن من نتائجها"....
التركيب والتقويم
(عمل فردي)
Commentaires
Enregistrer un commentaire