البعد الاجتماعي في الكتابة القصصية ( المجموعة القصصية " رجل وإمرأة" نموذجا) 1 ( التأطير)

التأطير

يهدف النقد الأدبي باعتباره ممارسة تحليلية للأعمال الأدبية إلى تبني جملة من الخطوات الاجرائية تشكل ما يسمى المنهج النقدي في مقاربة النص الأدبي، ويعد المنهج الاجتماعي من أهم المناهج السياقية التي قارب العمل الأدبي باعتباره ظاهرة اجتماعية فكرية، لا يمكن عزله عن شروط انتاجه الاجتماعية، كما يرى المنهج الاجتماعي أن الأدب مرآة تعكس قضايا المجتمع. لقد نشأ هذا المنهج في كنف الثقافة الغربية، ونهل من ينابيع مختلفة يشكل دعائمها كل من المنهج التاريخي والفلسفة المادية الجدلية والفلسفة الوضعية، وقد تبلور على يد أعلامه الأوائل؛ في مقدمتهم بيلخانوف ومدام دي ستايل وكارل ماركس وماكس فيفر...فحين كان لعامل الترجمة والمثاقفة مع الغرب، إضافة إلى البعثات الطلابية دور هام في نقل هذا المنهج إلى الثقافة العربيةفتبناه مريدون كثر في مقدمتهم: طه حسين، محمد مندور، إدريس الناقوري، صلاح فضل، نجيب العوفي... ويعد هذا الأخير من أبرز النقاد المغاربة في العصر الحديث، فقدداع صيته في ميدان النقد الاجتماعي خاصة ما يتعلق بالقصة القصيرة، وهذا ما توضحه مجموعة من مؤلفاته النقدية، ومن بينها مؤلفه الموسوم ب" درجة الوعي في الكتابة"، ومن هذا المؤلف سنقوم بتحليل مقتطف منه بعنوان " البعد الاجتماعي في الكتابة القصصية ( المجموعة القصصية رجل وإمرأة نموذجا)، فما هي القضية التي يعالجها هذا النص؟ وما الواقع الاجتماعي الذي تجسده المجموعة القصصية رجل وإمرأة؟ ثم ما هي مؤشرات حضور المنهج الاجتماعي في هذا النص، وما هي الأليات اللغوية والأسلوبية والحجاجية التي وظفها نجيب العوفي في مناقشة قضية النص؟

انطلاقا من الملاحظة البصرية لشكل النص ومصدره؛ يتبين أننا بصدد تحليل مقالة نقدية للناقد المغربي نجيب العوفي بعنوان:" البعد الاجتماعي في الكتابة القصصية ( المجموعة القصصية رجل وإمرأة نموذجا)، ويشكل العنوان جملة اسمية تحيل دلاليا إلى أهمية البعد الاجتماعي في الكتابة القصصية، فالقصة كجنس أدبي لا تخلو من مدلول اجتماعي ما، لأن القصة وليدة لحظة اجتماعية، وبالتالي فهي تعبير عما يدور داخل المجتمع. وانطلاقا من هذه الدلالة وبدية النص ونهايته نفترض أن نجيب العوفي سيقدم لنا تحليلا اجتماعيا للمجموعة القصصية رجل وإمرأة، مع بيان طبيعة المدلول الاجتماعي في هذه المجموعة القصصية.